الشهرة

الشهرة قادمة لا تستعجلوها

لقد جنّ العالم وجنّ الناس . كلٌ يريد الشهرة...... كُلُّ يريد الشهرة ومن أي طريق أتت. بالأفلام، بالفن، بالموسيقى، بالتعري، بالبذاءة، بالنفخ، بالشفط، بالشد،بالمد، بالسْلفي، بالموضة وإن كانت للأخلاق "مْخالفي". كلٌ يريد الشهرة ، كل يريد أن يكون مشهوراً لتتكلم عنه الناس. من طبيعة الإنسان أنه يجيب التميز والفرادة وبالتالي الشهرة.
الشهرة في اللاوعي الإنساني هي ميل لتأليه الذات، كما حصل مع حواء وآدم حيث اشتهيا التأله ولكن دون الله. مع أنهما كانا رأسا الخليقة والمخلوقات كإبنين لله اختارا فرادة وشهرة ساقطة وإن كان الثمن خلاصهما وأبديتهما لأنهما أرادا أن يكونا حتى أفضل من الله نفسه. أليس نرا هذا ما يكرره الناس اليوم ؟ جميعنا نريد أن نكون مكان الله في نظر أنفسنا وفي نظر الناس. يكفي أن تتصفح الإنترنت والفايسبوك لترى عجائب وغرائب من تعدٍ على الله وإنسانيتنا وجمالنا الإلهي الخارجي والداخلي.إنه امتداد لشهوة حواء وآدم المريضة. إني أجزم أنه لو وُجِد على عصر آدم وحواء iPhone لكنت تراه بجانبها يتصوران سلفي أمام الشجرة وأخرى وهما يقطفان الثمرة مبتسمين وحواء قد جمعت شفتيها إلى الخارج لتظهرهما منتفختين كفاية للفايسبوك، وربما ترى الحية التي وعدتهما بالشهرة تتصوّر معهما قبل السقوط مبتسمة الإبتسامة الأشهر لأنها حققت ما أرادت حيث أسقطت الجنس البشري.

إنه حب الشهرة يا عزيزي. إنه تمجيد الأنا. إنها الشهرة التي دفعت كثيرين من المشاهير حتى أن يعبدوا الشيطان ليكونوا مختلفين ومشهورين وبعد ذلك أنهوا حياتهم بالإنتحار لأنهم أدركوا الفراغ والسقوط الكبير. إنها الشهرة يا عزيزتي التي دفعت بكثيرين من السيدات أن يجروا عمليات جراحية تمسيخية ليشبهوا ممثلة أو مغنية أو معتوهة من هنا أو من هناك، ناسين أن شهرتهن وفرادتهن تكمن في ما هن عليه وكم هن فريدات ومحبوبات في عيني الله أبيهم وفي عيني من يحبهن.

لا تستعجلوا الشهرة يا أعزائي إنها آتية.

الشهرة يا أحبة آتية للجميع لا تستعجلوها ولا تركضوا وراءها. غداً ستُفتح الكتب ويُنادى أمام كل الخليقة على جميعنا كلٌ باسمه مع حسابه -حتى حساب الفايسبوك- فتفتح الكتب والخليقة أجمع تسمع وتقشع أعمال كل واحد. الرئيس والمرؤوس، الفقير والغني، الظالم والمظلوم وخاصة أولئك الذين عُيّٰروا واضطهدوا من أجل البر "وماتوا بحد السيف ولم يكن العالم مستحقاً لهم."

الشهرة آتية وستكون طبيعية أبدية.


الأب ثيوذورس داود

سامحوني على الصورة. *

Comments

Popular Posts