ألإيمان الحقيقي


ألإيمان الحقيقي
June-1-2015

كلٌ يؤمن. ثمة من يؤمن بالله وآخر من يؤمن بالشيطان وآخر بالبقرة وآخر بالشجر وبعض يؤمن بالحجر. حتى من لا يؤمن -أي الملحد - يؤمن، فالملحد هو إنسان تجرّأ فأنكر وجود الله وبالتالي ألّه نفسه وصار يؤمن أنه إله وليس بحاجة لأي إله آخر. هكذا حصل السقوط، فحواء ومعها آدم اختارا التأله دون الله. 
الإيمان موجود بالفطرة بالنفس البشرية، كذلك الحرية، هي أيضاً من عطايا الله للإنسان. الله خلق الإنسان على صورته ومثاله أي حراً وكاملاً. الحرية تعطي الإنسان الحق ليقبل الله أو يرفضه،
 ليؤمن بما يشاء أو لا يؤمن بما لا يشاء، من هنا ترى كثرة الأديان والمعتقدات والتفاهات، كلٌ يؤمن بما تشتهيه نفسه. أما الإيمان الحقيقي فهو معرفة شخصية للخالق، وبالتالي العيش بحسب ما يشتهيه هو لنا لأنه أب رحومٌ وصالح ومحبٌ ويريد لنا أن نسلك في الرحمة والصلاح والمحبة والأبدية. 
ليس الإيمان بالمطلق سبباً لا للصلاح ولا للخلاص إنما الإيمان الحقيقي، فالصلاح والخلاص مرتبطان بمعرفة الإله الحقيقي الصالح الذي يقود إلى الخلاص وكل إيمان غير ذلك هو إيمان باطل إلهه باطل وثماره باطلة.
ألإيمان-كما الحب- لا يورّث. إنه علاقة شخصية تنضج يوماً بعد يوم من خلال المحبة. بمقدار ما يُخلي الإنسان نفسه من أناه وشهواته يملأه الله من ذاته ومن صلاحه وهنا يلبس الإنسان الله ومن هنا يبدأ التأله. " ألإله صار إنساناً ليجعل الإنسان إلهاً."
كل من لم يلتقي وجه المسيح في الظلمة سالكٌ. المسيح هو النور الذي جعلنا نرى بشاعة بهيميتنا وفي نفس الوقت أرانا جمال الله الحقيقي المدفون فينا. كل إيمان خارج عن معرفة المسيح هو إيمان مضطرب وناقص لأنه لا يقود إلى المحبة، ومن لم يذق طعم المحبة لن يذوق الله لأن الله محبة.
يصدمني كل من يدّعي الإيمان ولا يسلك في المحبة. إن غاية الإيمان هي أن نحب الله من كل قلبنا وفكرنا وعقلنا وكياننا وثمار هذا الحب هو فيض محبة الله علينا فنسلك كآلهة بين الأمم وكأبناء العلي أبينا وليس كابناء هذا العالم.
من يؤمن بالله طمعاً بجنّةٍ أو جوائز هو مرتزق كما يقول يوحنا الذهبي الفم. نحن نحبه لأنه أحبنا أولاً ولا نطمع بأي شئ آخر، فالطفل في حضن أمه والحبيب بين يدي حبيبته لا يرجوان شيئاً آخر بل ينسيان العالم وكل ما في العالم.
فيا أخي الذي تهلك نفسك طمعاً بلذات أبديةً من طعام أو شراب أو جنسٍ فكّر ثانية لعلك على خطأ. إسأل ضميرك السكران هل من الممكن أن يرث القاتل حياةً ؟ أم إنه سيرث موتاً ؟ وهل يرث الحاقد غفراناً؟ وهل يرث الظالم رحمةً ؟ إن إلهاً يدعو إلى الموت يستحق الموت ، ءنه ليس إلهاً بل ضد الله. إلله إله حياة، إله جمال، إله رحمة ،إلهنا أبٌ لا بل "أبّا" يحبنا ويريد الكل أن يُخلصوا وإلى معرفة الحق يُقبلوا. أي إله يرتضي أن خاطئاً يحاكم خاطئاً؟ يا أخي من جعلك إلهاً لتدين الناس؟ هل أدنت نفسك أولاً ؟ إن كنت تعبد الله إصنع وصايا الله فترى ثمار روح الله في حياتك وفي كل الأرض.
هل تساءلت يوما إن كنت تعبد الله أم تعبد الشيطان ؟ دعني أساعدك. من يعبد الله يعمل أعمال الله فيقتتني الروح وثمار الروح هي : محبة، فرح، سلام، طول أناة، صلاح، لطف، إيمان، وداعة وتعفف.
أما من لا تفيض حياته بهذه الثمار بل تفيض بأعمال الشيطان من قتل وكراهية وزنى وشهوة فهو عابد للشيطان وإن سمْاه إلهاً.
ألأب ثيوذورس داود

Comments

Popular Posts