ألجماعة الفاشلة.

ألجماعة الفاشلة.
February-24-21015

الكنيسة هي عروس المسيح، هي جسد المسيح الحي، أسّسها وسقاها بدمه وهو لا يزال روحها الحي والنابض طالما ارتضته سيداً عليها تستمد منه الحياة والرجاء والكرامة والخلاص. لكن يوم تشطر كالإبن الشاطر وتصير خارج سلطان البيت الأبوي تسقط إلى مستوى جماعة بشرية تتقنّع بقناع المسيح لتبقي مجداً لها وسلطاناً وهوية فتدّعي الفضيلة والنجاح لكنها في عيني الله فاشلة؛ والفاشل في عيني الله يفشل في أعين عبيده والأمم.

إن الكنيسة كاملة وفاضلة وممجّدة وذبيحة وظافرة إلى الأبد، أما الجماعة أو الجماعات التي تدعي المسيحية فهي جماعة فاشلة، فشلت في التاريخ وتفشل في الحاضر وستفشل في المستقبل لأنها ارتضت سيداً آخر وهدفاً آخر ومصيراً آخر.
قوة هذه الجماعة تستعملها ضد ذاتها. جماعة تشرذمت إلى جماعات تتحازب وتتناحر وتكّفر وتبرّيء. طوائف مسيحية ضد طوائف مسيحية أخرى والحرب هي للدفاع عن المسيح، جماعات فقدت مجد الله ففتشت عن مجد دنيوي يأتي من السلطة والمال والسياسة. جماعات مفككة، شعب ضد البطرك وكهنة ضد الرعية ، مطران ضد الكاهن وأبناء الكاهن ضد المطران ،الكهنة وأبناؤهم يتحاربون على صفحات التشاتم الإجتماعي، الكل يقاتل الكل والكل يدين الكل والكل يشتم الكل والضحية واحدة، هي انت أيها المسيح المصلوب إلى الأبد. إنه صليبك الثاني ألأشد إيلاماً لأنك تُصلب هذه المرّة على يدي أبنائك.
في خضم حروب كبرى كهذه ليس ثمة وقت أو شيء نعمله لإيجاد مطرانين مخطوفين منذ سنتين لا بل حتى لا نعرف من خطفهما. في خضم حرب كهذه ليس عندنا قدرة أن نجمع أنفسنا ونتظاهر لنرفع الصوت ضد ذبح أبنائنا وحرق كنائسنا وتدمير بيوتنا واقتلاع زيتوننا.
يتناطح المسيحيون كل عام حول العالم للتذكير بمذابح الأرمن والسريان ، يا ليت شعري ، ها المذابح تحصل كل يوم وليس من يهتم. المسيحيون منهمكون بالأراكيل وبالسياسة والبرامج التليفزيونية البذيئة والتافهه وبتكفير بعضهم البعض. لقد صرنا عاراً للأمم وصرنا بلا أدنى شك جماعة فاشلة.
أما كنيستك يا رب والقلة الباقية فأنت شرفها وربها وسيدها وراعيها إلى الأبد.
لا تنسى شعبك يا رب؛ ثمة رُكب كثيرة يا سيد لم تسجد ولن تسجد للبعل بل منتظرة قدومك فتعال يا رب،
تعال أيها الرب يسوع. آمين

ألأب ثيوذورس داود