كنيسة المسيح أم كنيسة العالم ؟

كنيسة المسيح أم كنيسة العالم ؟
May- 13-2015
الكنيسة هي جسد المسيح الحي. إنها حضور الملكوت غير الفاسد في هذا العالم الفاسد ، وبالتالي إن أي كنيسة سلكت في الفساد سقطت من مستوى المسيح وصارت مؤسسة أرضية يرعاها روح العالم، روح ضد المسيح وليس الروح القدس.
إن أصل الفَسَاد هو كسر وصايا الله الذي قاد إلى حجب النعمة عن الإنسان فتوغل أكثر فأكثر في غربته عن النور ليسلك في الظلام ويقود نفسه والعالم معه إلى الموت.إن كل إنسان أو جماعة تُقصي نفسها عن عمل النعمة تسقط في الفساد وبالتالي في الموت.
الكنيسة هي جسد المسيح الحي ، نقّاها بدمه ، خطبها لنفسه عروسا لا دنس فيها ولا عيب ولا خوف ونحن في المعمودية لبسنا هذه الكنيسة، فهل نحن -أبناء الكنيسة وأعضاء جسد المسيح- نسلك في هذا المستوى الذي ارتضاه الله لنا؟ هل نسلك فيما هو لله أم فيما هو للعالم؟
كل من كانوا للمسيح قبل تجسده وبعد تجسده، اضطُّهدوا وعيّروا وسحلوا ووقطّعوا وذبحوا بحد السيف ولم يخافوا ولم يتراجعوا بل شهدوا حتى الرمق الأخير من حياتهم. أين نحن منهم؟
لقد جُنّ العالم ونحن نتفرّج وكأن لا علاقة لنا فيما يجري. قوانين العالم كسرت قوانين الله ونحن نتفرج وكأن لا علاقة لنا فيما يجري. أليست ألأرض وكل ما فيها والمسكونة وجميع الساكنين فيها للرب؟ إن كانت للرب كيف نسمح أن يعمّها الفساد ونحن صامتون. لا بل كيف نبرر هذا الفساد تحت إسم الحرية الشخصية وتقرير المصير؟
العالم امتلأ حولنا بالشذوذ والإنسانية إلى زوال والكلاب والقطط تعيش عالماً من المسامحة والإلفة والرقي في السلوك أكثر من البشر.
رجال يتحوّلون إلى نساء ونساء يتحوُلن إلى رجال والعالم يدعم زواج المثليين ونحن نتفرّج ولا نجرؤ أن نبدي رأيا تحت مسمّى الحرية الفردية ونستحي أن ننصح ولا نجرؤ أن نوبّخ -ليس للإدانة بل حباً بخلاص القريب- نخاف أن نجرح مشاعر البشر ولا نخاف أن نجرح مشاعر الله. من يستحي بالله لا يمكن أن يدعى ابناً لله.
أين نحن من كل هذه الفوضى؟ أين الكنيسة من كل هذا الفساد؟ هل نحن كنيسة حيّة بالروح أم كنيسة مجترّة لمجد الماضي تترنّح قبل السقوط. متى ستعود الكنيسة إلى كنيسة فعلٍ وليس رد فعل؟
سمُّوا لي أباً من الآباء تنعم بحياته أو بشهادته؟ لماذا قُطع رأس يوحنا المعمدان ؟ لماذا صُلب المسيح؟ لماذا استشهد الرسل والقديسون؟ أليس لأنهم وقفوا ضد العالم وأسياد العالم أمناء لوصية الله وقالوا كلمة الحق؟
كيف نسمّي أنفسنا مسيحين ولا نسلك سلوكهم؟ هل نحن فعلاً كنيسة حية؟ وهل تكون الكنيسة حية فقط عندما تملك مؤسسات ومدارس ومستشفيات وبنوك وعقارات ونشاطات وكهنة مثقفين؟
نتساءل ما الذي يجري حولنا ولماذا ترَكَنا الله؟ لماذا لا نتساءل لماذا تركْنا الله ولماذا لم نبشر ولم نشهد لعمل الروح؟
اثنا عشر رسولاً كانوا سبب انتشار المسيحية في المسكونة وبعد ثلاثة قرون صارت المسيحية الديانة الأولى في العالم القديم. ماذا فعل المسيحيون في ١٤٠٠ سنة السابقة وماذا يفعلون الآن؟ نريد لأنفسنا وأولادنا حياة كريمة ناسين أن لا كرامة تأتي من الناس والعالم بل من الله.
ليكن عندنا الجرأة الكافية لندين أنفسنا قبل أن يديننا الله. من دمّر المسيحية في أوروبا ومن يدمرها اليوم في أمريكا والعالم هي "الكنيسة"- التي انحرفت عن الكنيسة وطردت الروح القدس واستبدلته بروح العالم فشرّعت الشذوذ وشاركت فيه وبنت إنسان الشهوات بعد أن دمرت إنسان الفضيلة. ٥٪ في أوروبا الغربية يعرفون عن أنفسهم كمسيحيين ممارسين. وفي أمريكا ووفق إحصاء نُشرالأسبوع تدنت نسبة المتدينين ٨ ٪ للسنوات السبع الأخيرة. العالم يتفنن بالكفر وبالإنحطاط. الله مُنع من المدارس والجامعات والمجتمع ومجتمعنا الشرقي يلهث مقلداً.
إننا مدعوون للشهادة مجدداً وإن كلفتنا الشهادة الإستشهاد. من ليس رجلاً لا يليق عليه ثوب المسيح ولا إسم المسيح ولا مجد المسيح.
ألأب ثيوذورس داود

Comments

Popular Posts