ألمجنون والعاقل
October /24/2016 في يومٍ من الأيام وكان نهاره في طريقه إلى النوم بعد أن أنهكه البشر، التقى عاقلٌ بمجنون. كان العاقل جالساً على رصيف مقهى يرتشف قهوة مرّةً بطعم الحياة متأمّلاً بالموتى الحزانى المارّون أمامه، يبتسمون ويضحكون ويتكلمون بمواضيع لا موضوع لها. وعلى الجهة الأخرى من الرصيف كان يجلس مجنوناً- معروفاً في المحلّة- يحدّق في العاقل ويكلّم نفسه ويضحك مِمّا أثار حشرية العاقل فذهب إليه وجلس إلى جانبه على الرصيف وبدأ يحادثه. لماذا تنظر إلي وتضحك ؟ أجاب المجنون: رز بحليب ....وهو يضحك العاقل: لماذا تضحك؟ ألمجنون: أضحك عليك فأنا أفرح في مراقبة المجانين العاقل: ماذا؟ أنا المجنون ؟ من قال لك ذلك؟ أنا مثقف وأحمل شهادات وزنها من وزنك. ألمجنون: نعم أنت مجنون، فهل سمعت عن مجنون يقرّ بجنونه؟ وتحمل شهادات؟ أنا أيضاً أحمل شهادات. الفرق بيني وبينك أن شهاداتك صارت ثقلاً على عقلك وكتفيك تعذّبك لأنها بنت بداخلك عالماً لا وجود له في الحقيقة فصرت معذّباً، أما أنا فرميت شهاداتي تحت أقدامي فتحررت وارتفعت قامةً، وصرت أرى أفقاً أبعد، مما أعطاني بصيرة الفهم لذا أضحك. أضحك على نفسي وعليك وعلى ث